مقدمة
لعب فكر عصر الأنوار دورا هاما في قيام الثورة الفرنسية سنة 1789م التي أقرت مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.
• فما العلاقة بين فكر الأنوار وقيام الثورة الفرنسية ؟
• ثم ماهي أهم النتائج المترتبة عن الثورة ؟
 |
| الهجوم على سجن الباستي في 14 يوليوز 1789م |
I- مهد فكر الأنوار لقيام الثورة في فرنسا:
1- إسهامات مفكري الأنوار:
انتقذ مفكري الأنوار النظام السياسي الملكي المطلق الذي يستند إلى نظرية الحق الإلهي في فرنسا، فدعا مونتيسكيو إلى الفصل بين السلط (التشريعية، القضائية و التنفيذية) التي يستحوذ عليها الملك، كما سخر فولتير من التراتبية الاجتماعية قبل الثورة حيث يتمتع النبلاء والإكليروس بكافة الٱمتيازات، بينما تقع الجبايات وأعمال السخرة على كاهل الشعب، في حين دعا روسو إلى الحرية والمساواة أمام القانون، وقد وجدت أفكار هؤلاء صدى واسعا وبدأت تنتظم بدقة بفضل انتشار الصحف والمقاهي والموسوعات.
2- ظروف اندلاع الثورة:
توالت على الفرنسيين مواسيم فلاحية رديئة منذ سنة 1786م مما أدى إلى مجاعة وبطالة بسبب ٱرتفاع الأسعار وعدم القدرة على شراء المواد الحرفية، فتسرب العجز إلى ميزانية الدولة التي طالبت بمزيد من الضرائب من الشعب الذي لم يكن لديه أصلا شيء ليعطيه، فٱزداد التوتر ونقمة الشعب على الطبقة الحاكمة، واستدعي مجلس الهيئات العامة فانطلقت ٱنتفاضة ممثلي الهيئة الثالثة في البوادي أولا وتوجت بثورة في باريس والهجوم على سجن الباستي رمز النظام القديم في 14 يوليوز 1789م.
II- مراحل ونتائج الثورة الفرنسية:
1- مراحل الثورة الفرنسية:
مرت الثورة الفرنسية منذ اندلاعها بثلاث مراحل أساسية. كانت المرحلة الأولى مابين (14 يوليو 1789م و شتنبر 1792م) تم إحداث فيها نظام الملكية الدستورية، بإنشاء دستور يقيد سلطات الملك ويلغي الٱمتيازات الٱقطاعية، بالإضافة إلى إصدار بيان حقوق الإنسان، ثم المرحلة الثانية من شتنبر 1792 الى أكتوبر 1795م سيطر فيه الثوريون المتشددون وأُعدِم فيها الملك وأعلنت الجمهورية الأولى وحدثت اضطرابات في البلاد، أما المرحلة الثالثة فقد بدأت من 1795 إلى قيام نابليون بٱنقلاب ضد الحكومة في نوفمبر 1799م وتميزت هذه المرحلة بإنشاء حكومة إدارية معتدلة يتولاها خمس مديرين وأعيد فيها صياغة الدستور.
2- نتائج الثورة الفرنسية:
مست الثورة الفرنسية كافة مناحي الحياة حيث أحدثت قطيعة مع النظام القديم. ففي المجال السياسي قامت بإسناد الحكم إلى الأمة التي أصبحت مصدر السيادة، كما تم بإعلان دولة لائكية وتم الفصل فيها بين السلط ووضع دستور من طرف لجنة منتخبة يعطي ٱختصاصات لكل سلطة ويعطي حق الٱنتخاب لدافعي الضرائب من الرجال فقط. أما المجال الإداري فتم إقرار قانون موحد بالنسبة لجميع الأقاليم والأفراد وألغيت الحواجز الجمركية الداخلية وجعلت اللغة الفرنسية كلغة رسمية للبلاد. وفي المجال الٱقتصادي ألغيت المراقبات والتنظيمات بإقرار حرية الإنتاج والمبادلات وفتح المجال أمام النظام الرأسمالي وحرية الٱقتصاد، أما المجال الاجتماعي ففقد رجال الدين والنبلاء مكانتهم المرموقة وأصبحوا مواطنين عاديين يخضعون للقانون كباقي أفراد الشعب.
خاتمة:
الثورة الفرنسية حدث بأبعاد عالمية مهدت له فلسفة الأنوار وشكل حدوثها بداية العصر الحديث.
