المغرب بين الانفتاح والانغلاق

مقدمة

عرف المغرب مع حكم السلاطين العلويين من منتصف القرن الـ 18م إلى بداية القرن الـ 19م سياسة اقتصادية تأرجحت بين الانفتاح والانغلاق.

• فماهي مظاهر ودواعي كل سياسة ؟

صورة لمرسى الصويرة في عهد السلطان محمد بن عبد الله الذي نهج سياسة الانفتاح التجاري خلال القرن الـ 18م
صورة لمرسى الصويرة

I- نهج السلطان محمد بن عبد الله سياسة الانفتاح (1757-1790م):

1- مظاهر سياسة الانفتاح:

خلال فترة حكمه قام السلطان محمد بن عبد الله بتقوية أسطوله البحري فشيد الموانئ بمدن الساحل الأطلنتي كميناء الصويرة (1765م) والجديدة والدار البيضاء وأعطى تحفيزات ضريبية للتجار الأجانب كما أبرم معاهدة للتبادل الحر مع فرنسا أعطى فيه تسهيلات للقناصل ومستخدميهم.

2- دواعي سياسة الانفتاح:

بعد موت السلطان المولى إسماعيل تسلط الجيش البخاري وتنازع الأبناء عن الحكم فعمت البلاد فوضى دامت قرابة 30 عام تأثرت خلالها التجارة الصحراوية المغربية وساءت أحوال الناس فقرر السلطان محمد بن عبد الله نهج سياسة الانفتاح مع العالم الخارجي عبر المحيط الأطلنتي لضمان نوع من الازدهار الذي يعرفه المحيط الأطلنتي في عهده.

II- اتبع المولى سليمان سياسة احترازية في التعامل مع أوروبا (1792-1822م):

1- دواعي سياسة الاحتراز:

شهد المغرب خلال فترة حكم المولى سليمان توالي كوارث طبيعية من جفاف وطاعون وجراد، فتراجعت المحاصيل الزراعية، وارتفعت الأسعار وتدنى مستوى عيش السكان، الشيء الذي حدا بالسلطان إلى نهج سياسة احترازية بإفتاء من الفقهاء تهدف إلى منع الصادرات خصوصا من المواد الغذائية. كما أن غزو فرنسا لإسبانيا واصطدامها بالإنجليز وضع المغرب أمام ضغوط وتهديدات خارجية في حالة تعامله تجاريا مع الإنجليز.

2- معالم سياسة الانغلاق:

قام سلطان المغرب بحل أسطوله البحري ومنع رعاياه من التجارة في الأراضي الأجنبية لتفادي أي اصطدام مع القوى الأجنبية، فٱنخفض عدد التجار الأوروبيين المقيمين بالمغرب كما أغلقت عدة موانئ منها الجديدة، الدار البيضاء، أزمور وفضالة. ورغم ذلك فإن التجارة لم تنقطع نهائيا مع العالم الخارجي بل سادها نوع من الاحتراز لتحقيق أهداف سياسية منها محاولة استرجاع سبتة.

خاتمة:

تأرجحت السياسة الخارجية الاقتصادية المغربية بين ٱنفتاح وٱحتراز وذلك تبعا لما تمليه الظروف الداخلية والخارجية للبلاد.


مفاهيم ومصطلحات:

وظائف الأعشار: الضرائب (الرسوم) المفروضة على الواردات والتي تُحدَّد بعشر القيمة المالية للبضاعة.
الإيالة: لفظة تركية في الخطاب الإداري المغربي منذ العهد السعدي. وتعني المنطقة التي يشملها نفوذ قائد أو عامل وقد يتسع مدلولها لتشمل المملكة حيث كان المغرب يعرف كذلك بالإيالة الشريفة.
القونصو: لفظة أجنبية شاع استعمالها بالمغرب. وتعني القنصل. وهو ممثل دولة أجنبية ما في بلاد أخرى لحماية رعايا دولته ومصالحهم.
الطاعون: وباء فتاك ينتشر بسرعة بالعدوى عن طريق البراغيث والقوارض، ويكون مصحوبا بالحمى والسعال والهزال، ويؤدي إلى الوفاة.
وزير البحر وشؤون الأجناس: الوزير الذي كان مكلفا بإدارة الشؤون الخارجية ويباشر الأمور مع الأجانب.

تعليقات