تــــقـديــم عـــام:
يهدف إنجاز البحث التربوي التدخلي إلى تنمية الكفاية المتعلقة بالبحث التربوي وتعزيز البعد التبصري عند جميع المعنيين بالحقل التربوي، وحثهم على تبني مقاربة تجديدية لمعالجة الظواهر التربوية والبيداغوجية التي يمكن أن تواحههم طوال مسارهم المهني. وتعتبر الإشكالية والفرضيات من الأساسيات الأولى التي ينبني عليها كل بحث.
الإشـكــالـيــة
مـفـهــوم الإشـكـالـيــة
تعتبر الإشكالية من أولى مراحل البحث، وهي عبارة عن نص مختصر يصاغ على شكل سؤال شامل لعدة أسئلة فرعية ويطرح قضية في إحدى مجالات المعرفة.
يمكن تقسيم الإشكالية إلى قسمين حسب التقدم في إنجاز البحث:
الإشكالية الأولى تكون عبارة عن أفكار وتساؤلات تصب في وضعية البحث وقابلة للتعديل حسب التقدم في جمع المعلومات المتعلقة بقضية البحث
الإشكالية النهائية تتم صياغتها في سؤال محوري بعد إعادة ضبط الإشكالية الأولية وذلك بعد مراجعة المصادر والمراجع المتعلقة بموضوع البحث
أهـمـيــة الإشـكـالـيــة
تتجلى أهمية الإشكالية في كونها:
الأساس الذي يبنى عليه البحث أي المنطلق الأول الذي ينطلق منه الباحث وهي المحور لعملياته البحثية
الإطار الذي يحدد مجال البحث بمعنى المحدد الرئيسي لمكان البحث وزمانه وموضوعه
تلم بالموضوع في شكل أسئلة بمعنى أن تكون لها علاقة وطيدة بالموضوع وتثير مجموعة من الأسئلة حول الظاهرة
شــروط الإشـكـالـيــة
لصياغة إشكالية صحيحة وسليمة لابد من توفر الشروط التالية:
- تكون واقعية ويمكن إيجاد حل لها
- سهلة وواضحة من ناحية الصياغة
- مرتبطة بالعنوان بشكل دقيق
- تساؤلات دقيقة ومحددة
- متغيرات الدراسة واضحة فيها
- أبعادها وجميع جوانبها محددة
- ذات جدوى علمية
- صيغت بشكل واضح توحي إلى أنه يمكن التوصل إلى حل لها
صـيـاغــة الإشكالية
يتطلب من الباحث دراسة جميع جوانب المشكلة فتحديدها ليس بالأمر الهين ويجب التتثبت من أهميتها العلمية حتى تكون بالدراسة وتكون صياغتها بالتدرج من العام إلى الخاص ويستنار بأراء المتخصصين في ذلك المجال.
الفـرضـيــة
مـفـهـوم الـفـرضـيــة
تعتبر الفرضية بمثابة حلول تخمينية مؤقتة للإجابة عن الأسئلة، ومن الضروري أن تقوم هذه الفرضية على أسئلة البحث المطروحة بحيث تكون قادرة على تفسير حقائق المشكلة تفسيرا علميا.
كما يعرفها أرسطو على أنها نقطة البدء في كل برهنة، وهي المنبع الأول لكل معرفة يكتسبها الإنسان أي أنها المبدأ العام الذي يستخدم إحدى مقدمات القياس.
أنواع الفرضيات
يقسم الباحثون الفرضيات إلى:
- الفرضيات البحثية: يعبر الباحث من خلالها عن تفسيره لظاهرة أو استنتاجه علالقة سببية أو ارتباطية معينة وتنقسم إلى:
فرضية موجهة: وهي الفرضية التي تصف العلاقة المباشرة بين المتغيرات، أو تأثر متغير بمتغير اخر، أو للدلالة على وجود فروقات بين المتغيرات.
الفرضيات غير الموجهة: وهي الفرضية التي تؤكد أن هناك علاقة بين المتغيرات بالإضافة إلى وجود فروقات بينها، ولكن دون معرفة اتجاه هذه العلاقة.
- الفرضيات الإحصائية: تصاغ في صورة رياضية يتم اختبارها من خلال الاختبارات الإحصائية المختلفة وهي نوعين:
الفرضية الصفرية: سميت بهذا الإسم لنفي أي علاقة بين متغييرين أو أكثر إحصائيا، بحيث تهتم بالعلاقة السلبية فيما بين المتغيرات وتكون هذه الفرضية متعلقة بأكثر من مجتمع إحصائي معين.
الفرضية البديلة: سميت بهذا الإسم لتكون بديلة عن الفرضية الصفرية وتحدد هذه الفرضية العلاقات الإحصائية أو الفروقات بين المتغيرات.
شروط بناء الفرضية:
- الاختصار والدقة والوضوح: أي ألا تكون الفرضية في شكل نص أو فقرة مطولة تفاديا للحشو والتعقيد
- أن تكون ذات صلة مباشرة لتساؤلات البحث وتشكل إجابة عنها
- أن تكون مرتبطة بالواقع
- التنوع: حيث ينبغي ألا يكتفي الباحث بفرضية واحدة حتى يتمكن من الإحاطة بمختلف جوانب المشكل المطروح
- الابتعاد عن الذاتية عند صياغة الفرضيات: أي أن تكون الفرضيات مبنية على أسس علمية نظرية بعيدة عن عواطف الباحث
- خالية من التناقضات: بحيث تكون الفرضية المقترحة منسجمة ومترابطة
أهداف الفرضية:
تسعى الفرضية إلى تحقيق لأهداف الاتية:
توفير الوقت وتكاليف القيام بالبحث، وتوجيه جهد الباحث وفكره في اتجاه الأهداف المباشرة.
تقدم الفرضية تفسيرا تجريبا مؤقتا للظاهرة كما تقوم بتيسير توسيع المعرفة في مجال ما.
تتيح الفرضية للباحث عبارة علاقية يمكن اختبارها مباشرة في دراسة بحثه.
تنظيم الأفكار والتفسيرات المختلفة ضمن مقولات مختصرة تمهد لصياغة قوانين الظاهرة
صياغة الفرضية:
لا يستطيع كل باحث أن يضع فرضيات سليمة دقيقة، حيث تعتمد دقة بنائها على:
المعرفة الواسعة وخاصة في مجال البحث
التعرف على الدراسات السابقة التي تساهم في بناء المعرفة
القدرة على التخيل و التخمين والتحرر من القيود التقليدية
الجهد والتعب في التفكير في الموضوع والنقاش مع الزملاء المتخصصين
اختبار صحة الفرضيات:
الفرضية تبقى مجرد تخمين حتى يتم التوصل إلى اختبار صحة العلاقات بين المتغيرات والوصول إلى دليل يؤيده ويعني الاختبار العملي للبرهان أو لإثبات صحة أو عدم الافتراض وتقديم الحل أو التفسير المناسب والوصول إلى النتائج واستخدامها في مواقف جديدة.
خــاتــمــــة:
إن أي بحث من البحوث لا يقوم دون وجود مشكلة تتطلب حلا، والباحث الذكي هو الذي يهدف إلى تحقيق هدف معين انطلاقا من بحثه عبر وسائل علمية ولن يتأتى هذا إلا بطرح إشكالية حول ظاهرة معينة وصياغة فرضيات لإيجاد حل للظاهرة.
لائـــحـــة المـــراجــــع:
البحث التربوي للمعلمين والمعلمات، د. حمدي شاكر محمود الطبعة الثالثة 2006م
منهجية البحث الإجرائي/التدخلي، ذ. نزهة المحموحي المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالدار البيضاء سطات السنة التكوينية 2020/2021م
خطوات إنجاز البحث الإجرائي التدخلي، ذ. مدود أحمد المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ببني ملال السنة التكوينية 2020/2021م