تكتسي المفاهيم التاريخية أهمية بالغة في العملية التعليمية - التعلمية، فهي أدوات تفكير فعالة، مما يجعل منها المفاتيح الأساسية لاكتساب المعرفة التاريخية. ويعد مفهوم الزمن من المفاهيم المركزية في الخطاب التاريخي، إذ يختلف عن باقي المفاهيم بصعوبة إدراكه واكتسابه.
ويتعامل مدرس التاريخ، مثل المؤرخ، مع مفهوم الزمن باستمرار، إذ ينزلق بسرعة من حاضر إلى ماضي مختلف القدم، تبعا للدروس المقررة وللمستويات الدراسية. وفي عملية محاولة إكساب المتعلم ماذا نعني بالزمن يلجأ المدرس في غالب الأحيان إلى دعامة ديداكتيكية في غاية الأهمية وهي الخط الزمني.
فماذا نعني بالخط الزمني؟ وماهي وظيفته الديداكتيكية؟ ثم ماهي خطوات استثماره؟
تعريف الخط الزمني
الخط الزمني هو وسيلة مبسطة لتمثيل وترتيب الزمن التاريخي، يبرز مرور الزمن في شكل مراحل متتالية حسب تقويم معين (هجري، ميلادي...)، يرسم وفق مقياس معين. فهو أداة لتمثيل الزمن التاريخي خطيا بما يرتبط به من أحداث ومراحل تاريخية، مما يساعد على قراءتها في إطار سياق منسجم، ويسهم في إظهار انتظامها وتزامنها أو تباعدها... .
الوظيفة الديداكتيكية للخط الزمني
- يساعد على جمع المعلومات وتنظيمها؛
- يساعد على تحليل وتفسير الأحداث التاريخية والظواهر المختلفة والمقارنة بينها؛
- يساعد المتعلم على تصور الأبعاد الزمنية وإدراكها؛
- يمكن من تمثيل المراحل التاريخية وحساب مددها ومقارنتها؛
- ينمي ويرسخ مجموعة من القدرات منها:
القدرة على الملاحظة وقراءة المعطيات؛
القدرة على إبراز الأحداث وترتيبها كرونولوجيا وتحليلها؛
القدرة على المقارنة بين المراحل الزمنية؛
القدرة على تركيب المعطيات التاريخية؛
القدرة على رسم وبناء خط زمني ، انطلاقا من وثائق أخرى (نصوص، جداول، خرائط...)؛
- اكتساب المفاهيم الزمنية مثل : الاستمرارية، القطيعة، التطور، التحول، التزامن، التعاقب.
خطوات إستثمار الخط الزمني
يوظف الخط الزمني، لمساعدة المتعلمين على فهم المراحل التاريخية وتسلسل الأحداث، وإدراك مفهوم الزمن التاريخي والمفاهيم المرتبطة به كالتحقيب والكرونولوجيا والحدث والمدة، ويمر استثمار الخط الزمني بتوجيه المتعلمين عبر أسئلة هادفة باتباع عدة خطوات:
التقديم
ويقتضي ذلك:
ملاحظة الخط الزمني وقراءة معطياته لتحديد موضوعه وإطاره الزمني:
- قراءة العنوان: يحيل على الموضوع ويوجه عملية التعلم؛
- قراءة المقياس: لأخذ فكرة عن الامتداد الزمني الممثل؛
- قراءة المفتاح (إن وجد).
التحليل
- توجهه أسئلة المدرس، وهي تنصب على رصد مكوناته واستخراجها، وذلك من خلال:
- جعل الخط الزمني منطلقا لتحديد حدث تاريخي معين، لتعميق معارف المتعلمين؛
- وضع الحدث في إطاره التاريخي، بموضعته في سياق الأحداث التاريخية؛
- تحديد مدة تاريخية معينة ومقارنتها بفترات أخرى؛
- موقعة حدث تاريخي في إطاره الزمني، مقارنة مع أحداث أخرى، قبل أو بعد أو بتزامن معه.
التفسير
يتم تفسير الأحداث الممثلة على الخط الزمني، بتوظيف المكتسبات السابقة أو الاستعانة بدعامات أخرى، أو الانطلاق من معطيات متضمنة في الخط الزمني نفسه.
التركيب
تركيب ما تم التوصل إليه، إذ يمكن للخط الزمني أن يعوض الفقرة كبنية حاملة للمعرفة التاريخية، إذ يمكن للمدرس اعتماده بدلها في الوضعية المهيكلة التي تروم تدوين المتعلم لأثر مكتوب في دفتره.