📁 آخر الأخبار

توظيف النصوص التاريخية دعامة أساسية في تدريس مادة التاريخ

أصبح التاريخ علما له قواعده ومنهجه، يدرس بواسطة الأصول والمستندات التاريخية التي هي الوثائق المكتوبة وغيرها من مخلفات الإنسان وآثاره، من كتابات، ورسائل، وظهائر سلطانية، ومراسيم، واتفاقيات، ونقوش ومصنوعات، ومنشآت عمرانية، ومسكوكات نقدية، وروايات شفوية...، إذ بدون وثائق ومستندات لا مجال للحديث عن التاريخ، لأن التاريخ يعتمد على تحليل النصوص والأصول، واستنطاقها وإعمال العقل فيها، لتحقيق ما ورد فيها من أخبار ووقائع، وإثباتها وفق منهج علمي دقيق وصارم. لذا فإن النصوص تعد دعامة أساسية في تدريس مادة التاريخ لأن الاعتماد عليها ينمي لدى المتعلم الحس العلمي والنقدي والبحث عن الحقائق، والحضور الذهني أثناء الدرس، ولأن الاعتماد على النصوص أفضل بكثير من العروض الأكاديمية الطويلة والمملة، لأنها تجعل المتعلم يبني معرفته التاريخية لذلك تطلق عليه تسمية المؤرخ الصغير. وفي هذا السياق، يمكن طرح الإشكالية المؤطرة لهذه الورقة على النحو التالي:
ما هي الشروط التي ينبغي توفرها في اختيار النصوص التاريخية لاستغلالها استغلالا ديداكتيكيا مناسبا؟ وما هي الأهمية التي يكتسيها توظيف النصوص في عملية التدريس بشكل عام وتدريس التاريخ بشكل خاص؟ ولماذا يعد النص التاريخي دعامة أساسية في درس التاريخ؟ وما هي الأشكال البيداغوجية لتوظيفه في تدريس مادة التاريخ، وكيف يتم استثماره ديداكتيكيا؟

الشروط التي ينبغي توفرها في اختيارالنصوص التاريخية لاستغلالها استغلالا ديداكتيكيا مناسبا

تشكل النصوص التاريخية جزءا لا يتجزأ من الدرس وتندرج في إطاره، بل هي إحدى دعائمه الرئيسية، ووسيلة أساسية تساعد على تحقيق الكفايات والأهداف التربوية المتوخاة، لكونها تضمن الحضور الذهني للمتعلم أثناء الدرس، وتضعه في مناخ العصر الذي يدرس، لذا ينبغي اختيار النصوص المطلوبة والمناسبة مع مراعاة توفرها على مجموعة من الشروط والمواصفات لاستغلالها استغلالا ديداكتيكيا مناسبا أهمها:
  • ضرورة ملاءمة مضمون/محتوى النص لفحوى وطبيعة الدرس، وأن يكون ذا صلة بالكفايات والقدرات المستهدفة؛
  •  أن يكون مضمونه ملائما لمستوى المتعلم الفكري ولدرجة نموه العقلي والجسدي، بحيث ينبغي التدرج من السهل إلى الصعب، ومن البسيط إلى المركب، ومن المعلوم إلى المجهول، ومن المحسوس إلى المجرد؛
  • معاصرته للأحداث أو قريبا منها ليكتسب أهميته العلمية؛
  • يستحسن أن يتضمن فقرات مستقلة، تخدم وتوضح في مجموعها مختلف عناصر الدرس؛
  • ضرورة تفادي اختيار النصوص الطويلة التي يتطلب استغلالها وقتا طويلا، قراءة وشرحا وتحليلا؛
  • ينبغي أن يكون النص معاصرا أو متأخرا بقليل عن الفترة المدروسة؛
  • ينبغي انتقاء النصوص من المصادر وتحاشي الاعتماد على المراجع، نظرا لمصداقية الصنف الأول
  • وقيمته العلمية؛
  • من الممكن التصرف في النصوص عند الاقتضاء، شريطة ألا يؤثر ذلك على الصيغة الأصلية للنص.

أهمية توظيف النصوص في عملية التدريس بشكل عام وتدريس التاريخ بشكل خاص

تكتسي هذه العملية أهمية قصوى، لأن الانشغال بالنص في درس التاريخ يتيح الفرصة للمتعلم لممارسة مجموعة من العمليات الذهنية التي يعكس تحقيقها تحقيق الأهداف التربوية والمعرفية المتوخاة من تدريس المادة، مما يدل على أن استخدام النص في درس التاريخ له وظيفة معينة ودور معين؛ إذ يمثل النص موضوعا لانشغال المتعلم، لكونه يكسبه القدرة على ممارسة عمليات معرفية ومنهجية، وله وظيفة تربوية أولى هي شد اهتمامه وبصره وفكره إلى الدرس، فيتحول من عنصر سلبي صامت ومستمع، إلى عنصر إيجابي مشارك ومفكر، فتتحول بذلك العملية التعليمية - التعلمية من الإلقاء إلى المشاركة والحوار الجماعي.

النص التاريخي دعامة أساسية في درس التاريخ

تعد النصوص التاريخية من الوسائل التعليمية المستعملة بكثرة في تدريس التاريخ لارتباط بطبيعة المادة التاريخية، وتتجلى أهمية النص من خلال قابليته وملاءمته لتطويع المادة التاريخية وجعلها في متناول المتعلم إذا ما أحسن استغلاله وفق شروط وتصور معينين يراعيان عدة متغيرات، كما تظهر أهميته من خلال المهارات والقدرات التي يساهم في إنمائها وبلورتها لدى المتعلم.

تحديد مفهوم النص التاريخي وأنواعه:

ليس هناك تعريف موحد للنص التاريخي، ومع ذلك يمكن الانطلاق من مجموعة من التعاريف للوصول إلى تعريف مركب.
فالنص التاريخي: هو وثيقة مكتوبة شاهدة على الماضي البشري تشكل المادة الأولية في التاريخ، وهي أداة تساعد على بناء واقع مضى باعتماد منهجية صارمة ومساءلة دقيقة. والذي يهمنا هنا بالدرجة الأولى، هو رصد أهمية النص في تدريس التاريخ بحكم أنه يشكل وسيلة تعليمية قابلة للتوظيف وضعية تعليمية - تعلمية معينة وفق أهداف محددة، وكيف سيتعامل معه المدرس؟ وبأية طريقة سيدمجه في درسه؟ وما المهارات التي يسعى إلى تحقيقها من وراء ذلك؟
على هذا الأساس، يمكن تقسيم النصوص أو الوثائق المكتوبة إلى عدة أنواع انطلاقا من معيارين:
طبيعة ومصدر النص التاريخي: حيث يتنوع هذا الأخير حسب طبيعته إلى خطب، ومذكرات، ووثائق رسمية، ونوازل فقهية، ومقالات صحفية...، وحسب موضوعه إلى نصوص سياسية أو اجتماعية أو دينية أو ثقافية أو اقتصادية.
الهدف المتوخى من استعمال النص في تدريس التاريخ: حيث يمكن التمييز بين نصوص للاستشهاد لكنها ذات وظيفة محدودة، نصوص تستهدف التركيز على تكوين مهارات ونصوص تستعمل من أجل التقويم.

المهارات والقدرات والمو اقف التي يساهم النص في إكسابها:

مما لاشك فيه أن تدريس التاريخ من أصعب المواد وأكثرها إثارة للجدل، الأمر الذي يطرح إشكالية طريقة تدريسه، لذلك فإن مدرس مادة التاريخ لا يغفل الغاية المزدوجة من تدريسه والمتمثلة في:
  • تكوين ملكة الملاحظة وتوابعها المنطقية من تفكير، وتحليل، وتركيب، وتدريب على الحس النقدي والنسبية؛
  • تنمية القدرة على الاكتساب الذاتي للمعرفة والبحث عن الحقيقة، واتخاذ موقف إيجابي من التاريخ؛
  • ويتطلب كل هذا، أن يكون التدريس نشيطا ومشوقا، ويجب على المدرس أن يختفي وراء الوثيقة.
ومن هنا يتضح، الدور الهام الذي تلعبه النصوص التاريخية في العملية التعليمية - التعلمية، إذ تفيد
بصورة جلية فيها إذا ما اعتمدت كوسيلة وأداة تعليمية.
وتكمن أهميتها في كونها تساهم في اعتماد تربية نشيطة تحد من الدرس الدوغمائي، لأن الاشتغال بدون نصوص معناه تقديم كل شيء جاهز للمتعلم، وفرض أحكام جاهزة عليه.
كما أن النصوص تسهل عملية التواصل بين الأستاذ والمتعلم، وتمكن من توفير الجهد والوقت والابتعاد عن الطريقة التقليدية المتبعة المتمثلة في الدرس الالقائي، وجعل المتعلمين أكثر نشاطا باحتكاكهم مباشرة بالوثائق وإعطائهم فرصة للمشاركة في بناء الدرس. ويمكن أن نميز في المهارات التي ينميها توظيف النصوص التاريخية في تدريس التاريخ بين:
مهارات مرتبطة بطبيعة الفكر التاريخي، باعتبار أن التاريخ من العلوم الإنسانية التي تسعى إلى اكتشاف الحقيقة التاريخية ودراسة وتمثيل الحياة في استمراريتها وتطورها. بمعنى آخر إن موضوع التاريخ هو الزمن، والمؤرخ يحاول من زاوية دياكرونية رصد التطور والاستمرارية، ومن هنا فإن تدريس التاريخ باستعمال النصوص يساهم في إكساب المتعلم مجموعة من المهارات المرتبطة بالفكر التاريخي ومنها:
  • الاقتراب من الطريقة الاستقرائية وإعطاء نظرة عن الأعمال التي ينجز بها عمل المؤرخ وترسيخ مفهوم معين بواسطة مثال حي؛
  • يمكن الاحتكاك بالنصوص المتعلم من ضمان مشاركة بفعالية في بناء تعلمه، ويفتح المجال أمامه للتعلم الذاتي، والمشاركة في إنجاز الدرس وبناء المعرفة التاريخية بدل الحصول عليها جاهزة، إلى جانب تسهيل عملية التواصل بين المتعلمين؛
  • نقل المتعلم من الحاضر ووضعه في سياق الفترة المدروسة، من خلال استكشافه لحقيقة الحدث التاريخي، ومساعدته على إدراك الزمن التاريخي بوضعه في إطار الفترة المدروسة مع تفادي إسقاط تجليات الحاضر على الماضي؛
  •  امتلاكه لمهارات النقد والبحث والتحقيق، وتنمية القدرة على الاكتساب الذاتي للمعرفة والبحث عن الحقيقة، واتخاذ موقف إيجابي من التاريخ.
كما يمكن الاشتغال على النصوص المتعلم من اكتساب مجموعة من المهارات والأهداف المعرفية والتكوينية أهمها:
  • القدرة على الملاحظة والفهم، حيث يصبح قادرا على ملاحظة وفهم الخطاب المرسل في الوثيقة عن طريق معرفة بعض العناصر المشكلة لها والعلاقات التي تربط فيما بينها للوصول إلى فهم بنية النص الداخلية؛
  • القدرة على التحليل والاستنتاج والتركيب، حيث يتمكن المتعلم من مقارنة أوجه الاختلاف والتشابه وكشف التناقضات بين الأفكار المتضمنة في النص مع تمييز الوقائع عن أحكام القيمة، كما يصبح بإمكانه صياغة استنتاجات مرتبطة بالسياق التاريخي المقصود في النص، واستخراج وجهة نظر المؤلف وتمييزها عن الحدث الأصلي، وإدماج عناصر حسب تنظيم معين إما سببي أو كرونولوجي، أو حسب المواضيع؛
  • القدرة على التقييم، تمكن المتعلم من التعود على إصدار أحكام حول وجهات النظر الخاصة بالمؤلفين ومن صحتها وتطابقها مع الواقع التاريخي استنادا على مصادر ومراجع.

الأشكال البيداغوجية لتوظيف النص التاريخي في تدريس مادة االتاريخ وكيفية استثماره ديداكتيكيا:

الأشكال البيداغوجية لتوظيف النص التاريخي في تدريس مادة التاريخ:

كي يلعب النص دورا بيداغوجيا فعالا، ولتحقيق الأهداف المسطرة والمتوخاة من توظيفه، لابد
من اختيار اللحظة البيداغوجية المناسبة، وهناك طريقتان لإدماج النص في العملية الديداكتيكية
وهي:
  •  إدماجه كنقطة انطلاق للدرس أو كجزء منه، وفي هذه الحالة يشكل قاعدة/أرضية لبناء الدرس؛
  • يدمج النص كاستشهاد أو للتوضيح.
والطريقة الأولى هي المفضلة، لأن إدماج النص كاستشهاد أو توضيح لما سبق شرحه هو بمثابة تكرار، وبالتالي يجرد النص من أدواته البيداغوجية.
ويمكن للنص أن يتخذ أشكالا ديداكتيكية متعددة أثناء استثماره:
  • بناء كلي للدرس اعتمادا على النصوص، حيث يعتبر هو المحور خلال الحصة، وإن كانت التوجيهات التربوية تنص على ضرورة تنويع الدعامات الديداكتيكية الموظفة في بناء درس التاريخ؛
  • استعمال جزئي للنص، حيث يستعمل ضمن التمهيد لإثارة انتباه المتعلمين لأهمية الموضوع وإشكاليته، أو وسط الدرس لتقديم معطيات أو استكمالها، أو كخاتمة للدرس لطرح بعض التساؤلات وإدراك أبعاد الموضوع. مع الإشارة إلى أن عدم الحرص على تحديد تلك التساؤلات من شأنه أن يجعل النص عديم الفعالية التربوية؛
  • يمكن توظيفه ضمن الأشغال التطبيقية إذا كانت هذه الحصة مبرمجة في جدول الحصص/التوزيع الزمني؛
  • على مستوى التقويم، يطرح المدرس أسئلة شفهية أو كتابية يطلب فيها من المتعلمين مما التعليق على النصوص التي يجب أن تكون قصيرة ومرفقة ببعض الأسئلة الدقيقة، يسمح بالتقويم والحكم على عملية الفهم والاستيعاب.

كيفية استثمارالنص التاريخي ديداكتيكيا:

  • وردت في التوجيهات التربوية توضيحات عديدة بخصوص الخطوات التي يتعين اتباعها لاستثمار المدرس للنص التاريخي، وبما أن التاريخ يوظف نصوصا متنوعة على شكل رسائل، ومعاهدات، ومقالات...، تنتمي إلى مجالات معرفية مختلفة قانونية، واجتماعية، وسياسية، وحضارية...، فإنه من الصعب الاقتصار على طريقة واحدة نمطية وجاهزة لاستثمار كافة النصوص في درس التاريخ، ومع ذلك يمكن تحديد مجموعة من التدابير الديداكتيكية لاستثمار النصوص تتأطر في الخطوات المنهجية التالية:
  • قراءة النص وتحديد المفاهيم والمصطلحات ذات المدلول التاريخي؛
  • تحديد نوعية النص وإطاره الزماني والمكاني مع التعريف بصاحبه؛
  • استخلاص الأفكار الرئيسية وتفسيرها ثم تركيبها في خلاصات عامة؛
  • ربط الخلاصات المتوصل إليها بعناصر الدرس؛
  • تقييم مضمون النص من خلال التعليق عليه شكلا ومضمونا، وتقديم الحجج والدلائل على ذلك.
وقبل تناول كل خطوة من هذه الخطوات المنهجية بتفصيل، لابد من تقديم بعض التوجيهات العامة التي نوردها على النحو الآتي:
على المتعلم أن يتجنب خلال تحليل النصوص التاريخية تكرار ما جاء في النص بعبارات أخرى مغايرة، وكذا اعتماد النص كوسيلة للقيام بسرد تاريخي في موضوعه، أو كتابة درس ربما وردت بعض الإشارات إليه في النص. لأجل ذلك، يستحسن اتباع الطريقة المعمول بها في تحليل النص التاريخي بصفة عامة والتي تشمل العناصر التالية:
التعريف بالنص: وهو بمثابة المقدمة في الموضوع التاريخي ويشمل النقط الآتية:
طبيعة النص أو نوعه: وتكمن أهمية تحديد نوع النص في كونها توجه أفكار الشارح إلى بعض الملاحظات في التحليل والنقد، وتساعد على اتخاذ موقف منهجي إزاء النص؛
تحديد نوعية النص: هل هو ذو صبغة أدبية: قطعة شعرية، نثرية، قطعة من الأدب الشعبي، أو ذو صبغة تاريخية: نصوص تاريخية، خطبة، رسالة، مقتطف، مجموعة من الآراء...، أو ذو صبغة تحليلية: فلسفي، سياسي، اقتصادي، أم هو وثيقة عمومية (وهي وثيقة صادرة عن سلطة معينة إلى فرد أو جماعة)، ظهير، مرسوم، دستور، رسالة؛ وثيقة خصوصية (وهي التي تتعلق بفترة معينة من حياة الإنسان: رسائل، عقد زواج، وصية، إرث، عقد عقاري)؛
التعريف بصاحب النص أو السلطة التي صدر عنها أو الجماعة التي انبثق منها ويتعلق بها: و"يجب الاقتصار والتأكيد هنا على العناصر التي من شأنها أن تعين على توضيح النص وفهم محتواه دون مبالغة في ذكر حياة المؤلف"؛
تاريخ النص وسياقه: الغرض هنا هو وضع النص في إطاره التاريخي والتدقيق كل ما أمكن في الفترة التي كتب فيها النص لفهمه أكثر وتحديد أبعاده، وفتح المجال للملاحظات والمقارنات التي لا تكتسي أهمية بالغة أثناء الشروع في التعليق، لأن هذا العنصر مصدر لعدد من الأبحاث والتساؤلات المفيدة؛ يجب في آخر مرحلة التعريف بالنص أن تكون بين أيدينا جميع المعطيات الخارجية، حيث يسهل علينا تحليله وفهم جميع التلميحات والإشارات التي جاء بها، وما دام الغرض هو تحليل النص التاريخي، فهذه المرحلة يجب أن تكون مختصرة؛
 تحليل النص التاريخي: وهي عملية تنطوي على تحليل وتركيب في آن واحد، وينبغي في هذه المرحلة التركيز على النص انطلاقا من النقط الآتية:
  • تلخيص الفكرة الأساسية للنص في جملتين أو ثلاث بإيجاز مفرط؛
  • تقسيم النص إلى فقرات وإبراز الفكرة الرئيسية لكل فقرة، أما إذا كان النص يشتمل على تكرار في فقراته، فيجب إذاك إظهار المعاني التي يتناولها النص؛
  • الشرح التفصيلي: وهو شرح الأسماء والتلميحات الواردة في النص مثل: أسماء الأعلام،
  • كلمات لها مدلول خاص في النص؛
  • يجب في آخر هذه المرحلة، أن نكون قد وضحنا جميع المشاكل التي يثيرها النص حتى يمكننا على ضوء التعريف والتحليل أن نبدأ بالدراسة النقدية للنص وهي الهدف الرئيس ي من التحليل.
التعليق على النص شكلا ومضمونا: وهي عملية تمكن من إبداء الآراء الشخصية ودرجة الذكاء والإدراك في معالجة المواضيع التاريخية، ويتم من خلالها:
فحص المعلومات الواردة في النص على ضوء النقد التاريخي والمقارنة، فتناقض المعلومات المتوفرة والنظرة التي ينظر بها صاحب النص للظواهر، تمكننا من معرفة الانتماء الاجتماعي والسياسي للكاتب، والحكم على صحة شهادته وقيمة وثيقته؛
إبراز أهمية النص التاريخية والأفكار الجديدة التي أتى بها، والدور الذي يلعبه كوثيقة تاريخية، وهذه النقطة هي بمثابة خاتمة للنص.
من خلال ما سبق، يتضح أن النصوص التاريخية تعد دعامة أساسية في تدريس مادة
التاريخ لأن الاعتماد عليها ينمي لدى المتعلم مجموعة من المهارات والقدرات والمواقف، لكن
استثمارها بشكل ديداكتيكي مناسب يتطلب توفر مجموعة من الشروط، واتباع أشكال
بيداغوجية وخطوات منهجية معينة.

البيبليوغر افية المعتمدة في البحث

  1. التباري نباري، كفايات التأهيل المهني للمدرس (ة) بين المرجعيات النظرية والتطبيق وفق منهاج التأهيل المهني بالمراكز الجهوية لمهن؛
  2. التربية والتكوين، الدار العالمية للكتاب للطباعة والنشر والتوزيع، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى .2016/1437؛
  3. خديجة واهمي، محاولة وضع نموذج ديداكتيكي في التاريخ، مطبعة دار القرويين، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، يناير .2002؛
  4. وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، قطاع التربية الوطنية الكتابة العامة مديرية المناهج، البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بتدريس مادة الاجتماعيات بالجذوع المشتركة للتعليم الثانوي التأهيلي، مارس 2005؛
  5. وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي كتابة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي الكتابة العامة، التوجيهات التربوية والبرامج الخاصة بتدريس التاريخ والجغرافيا يسلك التعليم الثانوي التأهيلي، نونبر 2007.

تعليقات