📁 آخر الأخبار

أزمة العالم الرأسمالي الكبرى 1929م

مــقــدمـــة:
تعرض العالم الرأسمالي في بداية القرن 20 لمجموعة من الأزمات الاقتصادية، كان أبرزها الأزمة الاقتصادية الكبرى 1929م.
• فما أسباب ومظاهر أزمة 1929م؟
• وكيف انتشرت في العالم؟
• وما أهم سبل مواجهتها؟
درس أزمة العالم الرأسمالي 1929م، مدونة الاجتماعيات، تعرض العالم الرأسمالي في بداية القرن 20 لمجموعة من الأزمات الاقتصادية، كان أبرزها الأزمة الاقتصادية الكبرى 1929م.
مبيان تطور الإنتاجية والقدرة الشرائية في الولايات المتحدة الأمريكية مابين 1913 و 1931م

I. تعددت أسباب ومظاهر الأزمة الاقتصادية 1929م:

1. ساهمت ظروف ما بعد الحرب العالمية الأولى في اندلاع الأزمة الاقتصادية:

استفادت الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب العالمية الأولى عبر الرفع من الإنتاجية لتزويد البلدان المتضررة بحاجياتها من المواد الصناعية والغذائية والاعتمادات المالية، لكن الانتعاش الذي شهده الاقتصاد الأوربي بعد توقيع معاهدة لوكارنو 1925م، أدى الى تضخم الإنتاج الأمريكي أمام صعوبة تسويقه بعد تراجع الطلب من الأسواق الأوربية.
أدى الفائض المتزايد للإنتاج وتراجع الاستهلاك إلى انخفاض الأسعار والأرباح، مما مهد لانهيار المؤسسات الصناعية والتجارية والمالية وقيمة أسهمها في البورصات، ومما زاد الوضع تأزما تزايد حدة المضاربة المعتمدة على القروض، مقابل تراجع قيمة الأسهم لتنطلق بذلك الأزمة الاقتصادية الكبرى من بورصة وول ستريت الأمريكية يوم 24 أكتوبر 1929م.

2. اتخذت الأزمة الاقتصادية الكبرى عدة مظاهر:

صاحب انهيار بورصة وول ستريت انهيار باقي الأسواق المالية بالولايات المتحدة الأمريكية، ونتج عن ذلك إفلاس الأبناك وانهيار المؤسسات الصناعية والتجارية، كما تراجع الإنتاج وانخفضت الأسعار وتقلصت الأرباح.
انعكس هذا الوضع الاقتصادي المتأزم على الوضع الاجتماعي، حيث تزايدت احتجاجات الفلاحين على انخفاض أسعار المنتوجات وانخفاض الأجور.
كما أدى تسريح العمال إلى تنامي البطالة وما رافقها من فقر وهجرة واضطرابات اجتماعية.

II. امتدت الأزمة الاقتصادية إلى خارج الولايات المتحدة الأمريكية مخلفة عدة اثار:

1. ساهم ترابط الاقتصاد العالمي في انتشار الأزمة الاقتصادية:

اتخذت الأزمة الاقتصادية طابعا عالميا نتيجة الروابط الوثيقة بين الدول الرأسمالية، إذ امتدت إلى أمريكا الجنوبية ما بين 1929 و1930م، مرورا بأوروبا ما بين 1930 و1932م، بعد سحب الولايات المتحدة الأمريكية لرساميلها من أوروبا واسترداد قروضها والتخفيض من حجم المساعدات التي شرعت في تقديمها لها بعد الحرب العالمية الأولى، انتقلت الأزمة إلى المستعمرات بانخفاض أسعار المواد الأولية والفلاحية أمام الاستغلال المكثف الذي تعرضت له من طرف الدول المستعمرة، زاد من انتشار الأزمة تدهور المبادلات الدولية جراء نهج السياسة الحمائية.

2. أثرت الأزمة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية العالمية:

شملت الأزمة بعد انتشارها العالمي القطاعات الإنتاجية الأساسية، إذ عرف الإنتاج الصناعي تراجعا كبيرا بالدول الصناعية الكبرى، كما عرفت المبادلات التجارية انخفاضا كبيرا نتيجة تراجع الإنتاج، كما انخفضت أسعار المواد الصناعية والفلاحية الأمر الذي دفع عددا من البلدان الفلاحية إلى اتلاف فائض الإنتاج للحفاظ على الأسعار، انعكست هذه الأوضاع الاقتصادية المتأزمة على الأوضاع الاجتماعية، إذ تراجعت الأجور وارتفعت نسب البطالة وما رافق ذلك من مشاحنات اجتماعية.

III. واجهت الولايات المتحدة الأمريكية الأزمة الاقتصادية بالخطة الجديدة:

1. نهج روزفلت الخطة الجدية لمواجهة الأزمة الاقتصادية:

اتخذ الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت بعد وصوله إلى الحكم 1933م عدة تدابير لمواجهة الأزمة الاقتصادية، عرفت بالخطة الجديدة "نيوديل" وضع من خلالها عدة إجراءات طبقت عبر مرحلتين:
  • مرحلة النيوديل الأولى (1933-1934م): اتخذ من خلالها إجراءات اقتصادية هدفت إلى إعادة إنعاش القطاع المالي، ومراقبة الإنتاج الفلاحي والصناعي للرفع من الأسعار، وإجراءات اجتماعية عبر تقديم إعانات للفلاحين والرفع من الأجور وتشجيع التشغيل.
  • مرحلة النيوديل الثانية (1935-1937م): ركز على الجانب الاجتماعي عبر إنعاش وتقنين قطاع التشغيل والتأمين على البطالة والشيخوخة.

2. أنعشت الخطة الجديدة الاقتصاد الأمريكي:

حققت النيوديل نتائج اقتصادية واجتماعية واضحة، حيث ارتفعت أسعار المنتوجات الصناعية والفلاحية، كما تحسنت المبادلات التجارية الأمريكية، إضافة إلى انخفاض نسب البطالة عبر إنعاش التشغيل، ورغم ذلك واجهت الخطة الجديدة عدة عراقيل مرتبطة باستعمال الحديثة في للرفع من الإنتاج الفلاحي رغم تقليص الدول لمساحات المزروعة، إضافة إلى معرضة رجال الصناعة لمراقبة الإنتاج...
خــاتــمــة:
رغم انفلات الولايات المتحدة الأمريكية من آثار الأزمة الاقتصادية، إلا أن الدول الرأسمالية الكبرى سوف تدخل مرحلة جديدة من استقرار، مهدت لظهور الأنظمة الديكتاتورية التوسعية، مما سيؤدي إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية.

مفاهيم ومصطلحات:

  • الأزمة الاقتصادية الكبرى: انطلقت من بورصة وول ستريت بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1929م بسبب انخفاض مفاجئ لأسعار الأسهم.
  • النيوديل: برنامج إصلاحي يقوم على تدخل الدول لتوجيه الاقتصاد وضعه الرئيس الأمريكي روزفلت لإصلاح الاختلالات المترتبة عن الأزمة الاقتصادية 1929م.
تعليقات