📁 آخر الأخبار

العالم غداة الحرب العالمية الأولى

مــقــدمـــة:
بحث العالم عن سبل تحقيق السلم بعد الحرب العالمية الأولى بعقد مؤتمر الصلح، لكنه سيدخل مرحلة جديدة من التوتر مما ساهم في تحول الثقل الاقتصادي إلى خارج أوروبا.
  • فما ظروف انعقاد مؤتمر الصلح؟
  • وما مخلفات معاهداته؟
  • وكيف تحول الثقل الاقتصادي إلى خارج أوروبا؟
درس العالم غداة الحرب العالمية الثانية للمستوى الثانية باكالوريا آداب
المشاركون في مؤتمر الصلح 1919م

I. بحثت أوروبا عن تحقيق السلم عبر مؤتمر الصلح:

1. ظروف انعقاد مؤتمر الصلح:

استعدت الأوضع السياسية غير المستقرة بأوروبا بعد الحرب العالمية الأولى مؤتمر الصلح بباريس سنة 1919م بحضور 27 دولة من الدول المنتصرة دون استدعاء روسيا والدول المنهزمة، قاد المؤتمر كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا بهدف تحقيق السلم العالمي. وقام المؤتمر على عدة أسس في مقدمتها مصالح الدول الكبرى على حساب الدول المنهزمة، إضافة إلى التعريف بمبادئ ويلسون الأربعة عشر التي دعت إلى تأسيس عصبة الأمم وتسوية الاتفاقيات والوعود الدولية.

2. ارتبطت المعاهدات التي تخللت مؤتمر الصلح بمصالح الدول الكبرى:

رافق انعقاد مؤتمر الصلح توقيع مجموعة من المعاهدات بين البلدان المنتصرة والبلدان المنهزمة، وعلى رأسها معاهدة فيرساي في يونيو 1919م التي نصت على تحميل ألمانيا لمسؤولية الحرب وفرض مجموعة من الشروط القاسية عليها كتحديد التسلح وتعويض خسائر الحرب، ومعاهدة سيفر مع الإمبراطورية العثمانية التي نصت على تفكيكها واقتطاع أجزاء منها لصالح الدول الأوروبية، ثم معاهدة سان جرمان مع النمسا التي قضت بانفصالها عن هنغاريا ثم معاهدة توبي مع بلغاريا وتريانون مع هنغاريا، سعت هذه المعاهدات إلى تركيب على مصالح الدول الكبرى مما سيثير قلق الدول المنهزمة.

II. التحولات الترابية والسياسية التي عقبت الحرب العالمية الأولى:

1. تغيرت الخريطة الأوروبية بعد الحرب العالمية الأولى:

  • اختفاء الامبراطوريات القديمة المنهزمة في الحرب (النمسا، الإمبراطورية العثمانية، بروسيا)؛
  • توسيع مجال بعض الدول المنتصرة (فرنسا مثلا)؛
  • ظهور دول جديدة (يوغوسلافيا، بولونيا).
درس العالم غداة الحرب العالمية الثانية للمستوى الثانية باكالوريا، تمثل الصورة خريطة اوروبا مابين 1914 و 1923م
خريطة أوروبا من 1914 الى 1923م

2. أنشئت عصبة الأمم لتنظيم العلاقات الدولية:

ركز الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر الصلح على تقديم مبادئه الأربعة عشر التي تهدف إلى تجاوز الأزمات الدولية، إذ نصت عسكريا على تخفيض التسلح لكل البلدان، واقتصاديا على الحرية المطلقة للملاحة وإزالة الحواجز الجمركية، أم سياسيا فقد نصت على إبرام معاهدات عالمية وتسوية أوضاع المستعمرات ثم تأسيس عصبة الأمم التي سعت إلى ضمان السلم والأمن الدوليين.

III. ساهمت الحرب العالمية الأولى في تحول ثقل الاقتصاد إلى خارج أوروبا:

1. تراجع الاقتصاد الأوروبي بفعل الحرب:

انهار الاقتصاد الأوروبي نتيجة الحرب، إذ دمرت أغلب الموارد الاقتصادية بفعل كون أوروبا أرضا لأغلب معارك الحرب، حيث تراجع الإنتاج الصناعي والفلاحي نتيجة تدمير المنشآت الصناعية والأراضي الزراعية وتراجع حمولة الأسطول التجاري مما دفع الدول الأوروبية إلى الاعتماد على بلدان خارج أوروبا لتلبية حاجياتها من الموارد الغذائية والصناعية، بل اعتمدت على الخارج لسد حاجياتها المالية عبر الاقتراض خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

2. انتقل الثقل الاقتصادي إلى خارج أوروبا:

استغلت بعض الدول غير الأوروبية أوضاع الحرب العالمية الأولى في أوروبا وما خلفتها من تدهور اقتصادي، وسخرت امكانياتها الفلاحية والصناعية لتلبي الحاجيات الأوروبية المتزايدة مثل الأرجنتين والبرازيل وأستراليا واليابان، وشكلت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستفيد إذ عرفت صادراتها تطورا كبيرا فترة الحرب مما انعكس إيجابيا على خزينتها.
خــاتــمــة:
سعى العالم لبحث سبل تحقيق السلم وتجاوز الأزمات الدولية عبر مؤتمر الصلح والمعاهدات التي رافقته، لكن تركيز هذه المعاهدات على تحقيق مصالح الدول الكبرى سيجر العالم إلى مرحلة جديدة من التوتر.

مفاهيم ومصطلحات:

  • مؤتمر السلام: عقد في باريس 1919م بإشراف الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، بهدف إحقاق السلم العالمي.
  • معاهدات الصلح: وقعت ما بين 1919م و 1920م بين الدول المنتصرة والمنهزمة لتنظيم الوضع بعد الحرب العالمية الأولى.
  • معاهدة فرساي: فرضتها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى على ألمانيا يونيو 1919م في إطار مؤتمر السلام.
  • عصبة الأمم: منظمة دولية أنشئت 1919م باقتراح من الرئيس الأمريكي ويلسون للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
تعليقات