📁 آخر الأخبار

فرنسا قوة فلاحية وصناعية كبرى في الاتحاد الأوربي

مــقــدمـــة:

تعد فرنسا القوة الاقتصادية الثانية داخل الاتحاد الأوربي، وتبرز قوتها أساسا في القطاعين الفلاحي والصناعي. فما مظاهر قوة الفلاحة والصناعة الفرنسية؟ وما العوامل المفسرة لها؟ وما التحديات التي تواجه الاقتصاد الفرنسي؟


I. تتجلى قوة الفلاحة والصناعة الفرنسيتين في عدة مظاهر:

1. تعد فرنسا قوة فلاحية داخل الاتحاد الأوربي:

تحظى الفلاحة الفرنسية بمكانة عالية داخل الاتحاد الأوربي، ويتجلى ذلك في تنوع مجالاتها الفلاحية وشاسعتها، حيث تتركز معظم زراعات الحبوب والشمندر السكري والخضر والفواكه في القسم الشمالي، بينما يمثل القسم الجنوبي مجال الزراعات الأقل مردودية، كما تتميز الفلاحة الفرنسية بتنوع الإنتاج الزراعي والحيواني (حبوب، خضر، كروم، أبقار...) وتحقق إنتاجا ضخما في الكثير من المنتجات تحتل به الرتب الأولى، فهي الأولى على صعيد الاتحاد الأوربي في القمح والذرة والكروم ولحوم الأبقار.

2. تتعدد مظاهر قوة الصناعة الفرنسية داخل الاتحاد الأوربي:

تتميز الصناعة الفرنسية بتنوع فروعها ومنتجاتها مع تفوق واضح في مجال الصناعات التكنولوجية، وضخامة إنتاجها الذي تحتل به مراتب متقدمة على الصعيدين العالمي والأوربي، فهي الأولى أوربيا في إنتاج الصلب والكهرباء والثانية في المطاط الصناعي والثالثة في السيارات، ويتركز النشاط الصناعي في الحواضر الفرنسية الكبرى مثل باريس وليون ومارسيليا، وتعرف بعض الأقطاب تحولا نحو الصناعات العالية التكنولوجيا، في حين تشهد أقطاب أخرى إعادة التوطين لتحفيف الضغط على القطب الصناعي الباريسي.

II. تفسر القوة الصناعية لفرنسا بعدة عوامل:

1. تقوم الفلاحة الفرنسية على عدة مؤهلات:

  • طبيعيا: تستفيد من سهول وأحواض كبرى ومناخ متنوع ومعتدل، نميز فيه بين المتوسطي والمحيطي والبارد ثم القاري، إلى جانب شبكة مائية غنية وتربة خصبة؛
  • تنظيميا: اندماج الفلاحة مع القطاعات الاقتصادية الأخرى واستفادتها من مزايا التنظيم الرأسمالي الموجه والبحث العلمي؛
  • بشريا: تحظى فرنسا بحجم سكاني مهم يفوق 66 مليون نسمة، تغلب عليها الفئات النشيطة، مما يوفر سوق استهلاكية واسعة ويد عاملة مهمة ومؤهلة.

2. تستفيد الصناعة الفرنسية من عدة عوامل:

طبيعيا: تستفيد الصناعة الفرنسية من موارد معدنية وطاقية مهمة كالنفط والغاز؛

تنظيميا: تستفيد الصناعة من مزايا التنظيم الرأسمالي الموجه عن طريق مخططات عامة جهوية وقطاعية، ومن نتائج البحث العلمي المتطور؛

تقنيا: توفر شبكة مواصلات كثيفة ومتنوعة تغطي كل أرجاء البلاد (طرق سيارة، السكك الحديدية، المطارات الدولية والموانئ الكبرى) والاعتماد على التقنيات الحديثة في مقدمتها الروبوتيك في الصناعة.

III. يعاني الاقتصاد الفرنسي من عدة مشاكل:

مشاكل الفلاحة: يواجه القطاع الفلاحي الفرنسي عدة تحديات، تتمثل في تزايد كلفة الإنتاج مقابل تراجع الأسعار في السوق الدولية، وحصول فائض الإنتاج بسبب المنافسة الخارجية وانخفاض مداخيل الفلاحين، إلى جانب تراجع الاتحاد الأوربي عن دعم السياسة الفلاحية المشتركة، إضافة إلى تلوث الموارد المائية وتدهور التربة بفعل الاستعمال المفرط للأسمدة.

مشاكل الصناعة: تعترض قطاع الصناعة عدة إكراهات تتمثل في وجود تفاقم العجز على مستوى مصادر الطاقة والمعادن في ظل تزايد حاجيات الصناعة، وارتفاع حدة المنافسة الأجنبية خاصة الآسيوية، إلى جانب مشاكل التلوث بمختلف أشكاله، والتحديات التي يطرحها التزايد المستمر في نسبة الشيخوخة على مستوى اليد العاملة.

خــاتــمــة:

رغم كل المشاكل والتحديات التي تعترض الاقتصاد الفرنسي إلا أنه استطاع بفضل الجهود المبذولة من قبل الدولة أن يصبح قوة كبرى على الصعيدين الأوربي والعالمي.


مفاهيم ومصطلحات:

  • قوة فلاحية: يقصد بها فرنسا التي تحتل منتجاتها الفلاحية المراتب الأولى داخل الاتحاد الأوربي بفضل ظروفها الطبيعية الملائمة و مؤهلاتها التقنية و التنظيمية.
  • قوة صناعية: تنوع في الأنشطة الصناعية واحتلالها مراتب متقدمة عالميا بفضل عوامل طبيعية وبشرية وتنظيمية ونقصد بها هنا فرنسا.
تعليقات