مـــقــدمـــة:
يواجه المجال العالمي تحديات كبرى تهدد توازنه، في مقدمتها التحديان السكاني والبيئي.
فما مظاهر هذين التحديين وتفاوتهما المجالي؟
وما الجهود المبذولة لمواجهتهما؟
رسوم كاريكاتورية: تطور العلاقة بين تزايد السكان والموارد |
تتعدد التحديات السكانية والبيئية التي يواجهها المجال العالمي:
يطرح النمو الديمغرافي تحديات اجتماعية واقتصادية:
يتزايد عدد سكان العالم بشكل كبير، إذ انتقل من 2,5 مليار نسمة سنة 1950م إلى 8 مليارات نسمة 2023 ويرتقب أن يصل إلى 9 مليارت سنة 2050م، يرجع هذا الارتفاع إلى تراجع الوفيات وتزايد الولادات نتيجة التقدم الكبير على مستوى التغذية والطب، ويعرف هذا التطور تباينا بين دول الشمال ودول الجنوب، إذ أصبح النمو يتميز بالاستقرار في بلدان الشمال، في المقابل لازالت دول الجنوب تعيش ارتفاعا مضطردا في عدد السكان بفعل اعتمادها النموذج التقليدي للخصوبة االذي يحث على الانجاب عكس الشمال. يطرح هذا النمو الديمغرافي تحديات اقتصادية واجتماعية مرتبطة باختلال التوازن بين النمو السكاني السريع والنمو الاقتصادي البطيئ، وما ينتج عنه من تزايد الضغط على فرض الشغل والخدمات والموارد، وما يصاحب ذلك من تباين الأوضاع الاجتماعية لساكنة العالم، وذلك بارتفاع نسب البطالة والفقر وسوء التغذية خاصة دول الجنوب، مما ينتج عنه تنامي ظاهرة الهجرة والتمدين زتشكل مدن الصفيح.
يواجه المجال العالمي تحديات بيئية:
يواجه المجال العالمي تحديات بيئية عديدة، على رأسها الكوارث الطبيعية (الزلازل - البراكين - الفيضانات) والتي تخلف خسائر مادية وبشرية كبيرة، وتتفاوت سبل مواجهتها بين بلدان الشمال التي تسخر امكانياتها العصرية للتخفيف من آثارها، عكس بلدان الجنوب التي ما تزال تعتمد امكانيات ضعيفة، كما يواجه المجال العالمي تحديات مرتبطة بعناصر البيئة الطبيعية، والتي تتجسد في تراجع الموارد المائية بفعل الاستغلال المفرط وقحولة المناخ، بلإضافة إلى التصحر وتراجع خصوبة التربة الذي بات يهدد معظم المجالات العالمية، كما تهدد العالم تحديات مرتبطة بالتلوث والضغط على البيئة، ويتجلى ذلك في ارتفاع درجة حرارة الأرض ومشاكل الاحتباس الحراري، إلى جانب استنزاف المحيطات وفقدان الشعاب المرجانية وانتشار النفايات النووية واحتفاء المناطق الرطبة.
تتد خل عدة منظمات للتخفيف من التحديات السكانية والبيئية:
تسعى المنظمات الحكومية وغر الحكومية للحد من التحدي السكاني:
تبدل المنظمات الحكومية وغير الحكومية (منظمة الصحة العالمية - أطباء بلا حدود…) عدة جهود للتخفيف من آثار التحدي السكاني، وفي هذا الصدد نم عقد المؤتمر العالمي للسكان والتنمية، والذي جاء بأهداف تتمثل في العمل على تقليص معدلات وفيات الأطفال وضمان الخدمات الصحية في مجال الإنجاب، إضافة إلى تقليص معدلات الأمية وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتوفير وسائل الوقاية والتخطيط العائلي بغية التحكم في وتيرة النمو السكاني وجعلها توازي النمو الاقتصادي، وتسخير البحث العلمي لإحداث ثورة فلاحية جديدة، والبحث عن مصادر غذائية جديدة عبر اعتماد الزراعات المعدلة وراثيا.
تتخذ عدة اجراءات للتخفيف من التحدي البيئي:
- برنامج الأمم المتحدة للبيئة: يدعو إلى تعاون دول الأعضاء في محال البيئة وتتبع حالتها عبر العالم، وتسهيل تنسيق أنشطة هيئة الأمم المتحدة في مجال البيئة، عبر محموعة من الأنشطة أهمها إطلاق حملة من أجل مليار شجرة؛
- برنامج منظمة السلام الأخضر: وهي منظمة غير خكومية تعمل على التخفيف من التحدي البيئي من خلال الاهتمام بالمشاكل الأكثر خطورة، كحماية المحيطات والغابات، ومنع استعمال المواد الكيماوية السامة، وتشجيع الطاقات المتجددة مقابل التخلي عن المحروقات الأحفورية.
- المؤتمرات الدولية: عرف العالم انعقاد محموعة من المؤتمرات الدولية حول البيئة والتنمية المستدامة، من أبرزها مؤتمر "ريو" بالبرازيل سنة 1992، ومؤتمر "جوهانسبرغ" بحنوب إفريقيا 2002، ومؤتمر "كوب".
يرتبط التحدي البيئي بالتحدي السكاني، وتبقى التنمية المستدامة المدخل الأساسي لإعادة التوازن في العلاقات بين التزايد السكاني والأوضاع البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
مفاهيم ومصطلحات:
- التحدي السكاني: هي المشاكل الناتجة عن النمو الديمغرافي السريع سواء على المستوى الاقتصادي أو على المستوى الاجتماعي.
- التحدي البيئي: هي مشاكل ناتجة عن الضغط الديمغرافي والاستغلال غير المعقلن للموارد الطبيعية وعلى رأسها التلوث.
- التنمية المستدامة: هي البرامج التنموية التي من شأنها تحقيق حاجيات الأجيال الحالية دون تهديد قدرة الأجيال القادمة على تحقيق حاجياتها.