📁 آخر الأخبار

الاتحاد الأوربي نحو اندماج كامل

مــقــدمـــة:
 يعد الاتحاد الأوربي أقوى التكتلات الاقتصادية الجهوية التي استطاعت تحقيق تنمية اقتصادية مهمة. فما مراحل ومظاهر اندماج بلدان الاتحاد الأوربي؟ وما العوامل المفسرة لنجاح الاتحاد الأوربي؟ وما حصيلة اندماج بلدان الاتحاد الأوربي والمشاكل التي تواجهه؟
علم الاتحاد الأوربي, دروس الجغرافيا, الثانية بكالوريا, مدونة الاجتماعيات
علم الاتحاد الأوربي

I. تعددت مراحل ومظاهر اندماج بلدان الاتحاد الأوربي والعوامل المفسرة له:

1. مر الاندماج المجالي للاتحاد الأوربي من مراحل:

المرحلة الأولى: تكوين المجموعة الأوربية للفحم والفولاذ سنة 1951م بين ست دول وهي: فرنسا، ألمانيا الغربية، إيطاليا، هولندا، بلجيكا واللوكسمبورغ.
المرحلة الثانية (1957 – 1992): تأسست المجموعة الاقتصادية الأوربية بموجب معاهدة روما سنة 1957، وشهد انضمام دول جديدة وهي بريطانيا وإيرلاندا والدنمارك 1973، واليونان 1981 ثم إسبانيا والبرتغال 1986.
المرحلة الثالثة (ما بعد 1992): شهدت ميلاد الاتحاد الأوربي بموجب معاهدة ماستريخت 1992، وانضمت بعدها بلدان جديدة أولها النمسا وفنلندا والسويد 1995، وثانيها سلوفاكيا وسلوفينيا وبولونيا وبلدان أخرى سنة 2004، ثم بلغاريا سنة 2007، وآخرها كرواتيا سنة 2013 ليصح عدد دول الاتحاد الأوربي 28 دولة قبل أن يعود العدد إلى 27 دولة بعد انسحاب بريطانيا.
علم الاتحاد الأوربي, دروس الجغرافيا, الثانية بكالوريا, مدونة الاجتماعيات
الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي والدول المرشحة للانضمام إليه

2. تجلى اندماج بلدان الاتحاد الأوربي في عدة مظاهر:

شمل اندماج بلدان الاتحاد الأوربي عدة مجالات، فعلى المستوى الفلاحي نهجت بلدان الاتحاد سياسة فلاحية مشتركة تهدف إلى الرفع من الإنتاجية وتحسين مستوى الفلاحين وضمان الأمن الغذائي. أما صناعيا قتم التنسيق بين الدول الأعضاء لمواجهة المنافسة الخارجية، وتبني مشاريع صناعية مشتركة كمشروع "إيرباص" لصناعة الطائرات، وتجاريا عبر خلق سوق أوربية مشتركة بين الدول الأعضاء والتنسيق مع باقي دول العالم في ميدان التعامل التجاري. وعلى المستوى المالي تم توحيد السياسة المالية من خلال وضع عملة موحدة بين العديد من بلدان الاتحاد رغم كونها لا تشمل جميع الدول الأعضاء، وتسهيل نقل الأموال والاستثمارات، أما اجتماعيا وتعليميا فعمل الاتحاد على خلق مجال جغرافي مفتوح أمام مواطنيه تنعدم فيه الحواجز من خلال عقد اتفاقية شنغن 1985، إضافة إلى توحيد الشواهد ووضع برامج تربوية عابرة للحدود.

3. يفسر اندماج بلدان الاتحاد الأوربي بعدة عوامل:

  • العامل الجغرافي: يتجلى في انتماء الدول الأوربية إلى قارة واحدة وتوفرها على خصائص تضاريسية ومناخية ومعدنية وطاقية متشابهة ومتكاملة؛
  • العامل التاريخي: يتمثل في معايشة الدول الأوربية الأعضاء، لأحداث تاريخية سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية... مشتركة؛
  • العامل السياسي: يتجلى في اعتماد الدول الأوربية للنظام الديمقراطي الحر التعددي، ولحقوق الإنسان ثقافة وممارسة؛
  • العامل الاقتصادي: يتمثل في تبني النظام الليبرالي المرتكز على المنافسة الحرة والسوق والخوصصة وغيرها؛
  • العامل البشري: توفر الاتحاد الأوربي على عدد مهم من السكان يتجاوز 450 مليون نسمة تتميز بكونها نشيطة ومتعلمة وذات دخل فردي مرتفع.

II. حقق الاتحاد الأوربي حصيلة مهمة رغم المشاكل التي يعاني منها:

1. أسفر اندماج الاتحاد الأوربي عن حصيلة اقتصادية مهمة:

حقق الاتحاد الأوربي عدة نتائج، حيث أسهم فلاحيا بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي لبعض المنتوجات، كالحبوب والشمندر والكروم والأبقار... وصناعيا احتل الاتحاد مراتب متقدمة عالميا في عدة صناعات كالسيارات والصناعات الكيماوية والميكانيكية، وصناعة الطائرات ومعدات غزو الفضاء وتجاريا احتكر الاتحاد نسبة مهمة من التجارة العالمية تصل إلى 20%، بفضل قوة الفلاحة والصناعة والأسطول التجاري، كما تحتل المبادلات البينية بين دول الأعضاء مكانة مهمة تتعدى 80% من مبادلات بعض الدول.

2. يواجه الاندماج الشامل للاتحاد الأوربي عدة تحديات:

تعيق عدة إكراهات الاندماج الشامل للاتحاد الأوربي، على رأسها انقسام بلدان الاتحاد لثلاثة مجموعات متباينة المستوى الاقتصادي، الأولى قوية اقتصاديا كما هو حال فرنسا وألمانيا... والثانية متوسطة كإيطاليا وإسبانيا... وأخرى ضعيفة كدول أوربا الشرقية، إضافة لعدم تعميم العملة الاتحادية على كافة الدول الأعضاء (المملكة المتحدة، الدنمارك...) والمنافسة القوية من لدن البلدان الأسيوية والولايات المتحدة الأمريكية، وضعف قطاع التكنولوجيا في الصناعة، إلى جانب التباين الإقليمي داخل نفس البلد الاتحادي، كما هو حال شمال إيطاليا وإسبانيا مع جنوبيهما، إلى جانب شيخوخة المجتمع الاتحادي، والاتجاه نحو ضعف الفئات العمرية الشابة.

3. الآفاق المستقبلية للاندماج الأوربي:

يعمل الاتحاد على تأسيس أوربا مستقرة ذات نفوذ قوي في العالم، عبر توسيع واندماج مجال أكبر يضم بلدان أخرى، وذلك من شأنه أن يوفر سوق استهلاكية واسعة، وينهي حالة التجزئة لأروبا، بالموازاة مع ضمان القدرة على المنافسة الدولية، والعمل على تسوية وضعية المهاجرين عبر التعاون مع بلدان الإرسال والعبور.
خــاتــمــة:
حقق الاتحاد الأوربي نتائج مهمة منذ بداية التكتل، وأضحى قطبا اقتصاديا قويا على المستوى العالمي، غير أن بعض المشاكل تحول دون تحقيقه للاندماج الشامل.

مفاهيم ومصطلحات:

  • الاتحاد الأوربي: تكتل اقتصادي جهوي بين البلدان الأوربية يضم 27 دولة بعد انسحاب بريطانيا.
  • الاندماج الشامل: توسيع التعاون بين بلدان الاتحاد ليشمل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.
  • التكتل الاقتصادي: تعاون بين مجموعة من البلدان المتجانسة لتحقيق مصلحة اقتصادية مشتركة ، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
تعليقات