📁 آخر الأخبار

النهج التاريخي

 تقديم عام

يقصد بالمرجعية الديداكتيكية، المقومات الايبستيمولوجية للمادة أي تحديد مكونات فكرها و التي هي أساس منهجي للمعرفة المدرسية، وتتمفصل هذه المقومات عل مستوى المفاهيم المهيكلة، والنهج أي العمليات و الخطوات المنهجية اللصيقة بالمادة، ووسائل التعبير المعتمدة كأدوات تواصلية تساعد على تتبع مسار انتاج المعرفة و منتوج المادة المعرفي والمفاهيمي.


تعريف النهج التاريخي

يعتبر النهج التاريخي الهيكل الأساسي للخطاب التاريخي، اذ منه تتفرع مختلف العمليات الفكرية والمنهجية المعتمدة في قراءة وتحليل مختلف وسائل التعبير التاريخي (كـ النصوص التاريخية واللوحات الكرونولوجية والخرائط التاريخية والخطاطات والجداول الإحصائية...) في أفق بناء منتوج تاريخي بناء منهجيا.

التاريخ ليس فقط العمل على سرد الأحداث التاريخية وترتيبها كرونولوجيا من طرف المؤرخ، وانما أيضا الكيفية التي يتم بها هذا السرد أي منهج المؤرخ في السرد والتأويل، "فالسرد والمنهج غير منفصلان في بناء المعرفة التاريخية".

اذن كتعريف بسيط للنهج التاريخي، هو المسار المعتمد في دراسة جزء واقعة معينة من "الماضي" ويتم ذلك عبر ثلاث خطوات عملية هي: التعريف - التفسير - التركيب.

خطوات النهج التاريخي لدراسة وثائق تاريخية

التعريف

هو عملية فكرية يتم فيها نعت الحدث التاريخي يعني تسميته وتحديد زمانه ومكانه (الإطار التاريخي) والإحاطة بالمعطيات التاريخية المدروسة والمتضمنة في الوثيقة التاريخية. من أجل فهمها وفك ترميزاتها.

وفي عملية التعريف يحاول المتعلم الإجابة عن سؤال (ماذا؟) يعني ماذا تقدم الوثيقة التاريخية أو الدعامة، ويتطلب ذلك عدة عمليات وقدرات فكرية لفهم الوثيقة التاريخية كـ تحديد سياقها التاريخي وفحص مصدرها، وتعريف مفاهيمها ومصطلحاتها التاريخية وأعلامها البشرية، واستخراج المعطيات منها وتصنيفها، وبالتالي ففي نهاية التعريف ينبغي أن يكون المتعلم قادرا على التعبير على معطيات الدعامة أو الوثيقة بشكل لفظي أو غير لفظي.

التفسير

هو الخطوة الثانية من خطوات النهج التاريخي، وهو عملية فكرية يتم من خلالها تفسير ما تم فهمه في الخطوة الأولى أي خطوة التعريف، وهو أساس الجواب عن سؤال (لماذا؟) يعني البحث عن الأسباب والعوامل المفسرة للحدث التاريخي موضوع الوثيقة، وتصنيف تلك الأسباب حسب معيار زمني (مباشرة/غير مباشرة...) أو معيار موضوعاتي (اقتصادية/اجتماعية/سياسية/ثقافية...) أو معيار مجالي (داخلية/خارجية...). ثم القيام بربط العلاقات والترابطات المنطقية بين هذه العوامل المفسرة للحدث التاريخي.

التركيب

عملية فكرية يتم فيها بناء أحدات ووضعيات من خلال بلورة خطاب سردي تاريخي منسجم وواضح باستحضار نتائج عمليتي التعريف والتفسير. وهو نتيجة سيرورة فكرية على موضوع تاريخي معين أي الاستنتاج النهائي.

مرحلة التركيب ضرورية وأساسية لأنها تمكن المتعلم من التوصل الى استنتاجات والخروج باقتراحات أساسية في بناء المعرفة.

مثال من درس: الاكتشافات الجغرافية

تتم معالجة موضوع "الاكتشافات الجغرافية" كحدث تاريخي وفق خطوات النهج التاريخي كالاتي:

الخطوة الأولى - التعريف

بالحدث التاريخي، كحدث ركز على اكتشاف عوالم وطرق بحرية جديدة بالنسبة للأوروبيين، بالتعريف بأهم الرحلات الاستكشافية؛ تاريخها، اتجاهها، قادتها، اهم الاحداث التي شهدتها، انطلاقا من خريطة الرحلات الاستكشافية، مع الانفتاح على وثائق أخرى:

الخطوة الثانية - التفسير

يقوم على ابراز الأسباب العميقة للحدث التاريخي، عبر:

حصر أسباب الحدث حسب معيار محدد، وترتيبها حسب الأهمية، اقتصادية وسياسية ودينية وجغرافية وتقنية...

شرح هذه الأسباب الاقتصادية والسياسية والدينية والجغرافية والتقنية وربط العلاقات بينها وبين الرحلات الاستكشافية...

الخطوة الثالثة - التركيب

تقوم على تجميع الأفكار التي كانت موضوع اشتغال في خطوتي التعريف والتفسير، باستحضار المفاهيم المهيكلة للخطاب التاريخي، وإعادة بنائه بربطه مع أحداث أخرى للتوصل الى استنتاجات ذات علاقة بالموضوع؛ كتطور الرأسمالية والظاهرة الميركانتيلية والحركة الاستعمارية والعبودية...

خاتمة

تطبيق النهج التاريخي أثناء الممارسة بإمكانه أن يساهم في الخروج بالمتعلم من حالة النفور واليأس جراء شحنه بمعلومات جاهزة الى حالة الرغبة في التعلم وبالتالي الانتقال به من مرحلة استهلاك المعرفة الى مرحلة انتاجها وتوظيفها في وضعيات جديدة.


لائحة المراجع

  • التباري النباري، كفايات التأهيل المهني للمدرس(ة) بين المرجعيات النظرية والتطبيق وفق منهاج التأهيل المهني بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين؛
  • خديجة واهمي، محاولة وضع نموذج ديداكتيكي في التاريخ؛
  • البرامج والتوجيهات التربوية لمادة التاريخ والجغرافية؛

تعليقات