أزمة 1929: الأسباب، المظاهر والنتائج

مـقـدمـة

يتسم النظام الرأسمالي بفترات دورية، لكن أزمة 1929م، كانت أقوى هذه الأزمات التي ضربت العالم الرأسمالي.

فما مظاهر أزمة 1929م؟ وما أسبابها؟ وما أبرز نتائجها؟


تعددت أسباب الأزمة ومظاهرها ومناطق انتشارها

مظاهر أزمة 1929م

يقصد بأزمة 1929 أزمة اقتصادية تمثلت في انهيار أسعار الأسهم ببورصة وول ستريت بنيويورك يوم الخميس 24 أكتوبر 1929م (الخميس الأسود)، فأفلست الأبناك، وانهارت أسعار الأسهم كما تأزمت القطاعات الاقتصادية، وتم تسريح العمال، فارتفعت نسبة البطالة والفقر، وتعالت الاحتجاجات والاضرابات.

أسباب أزمة 1929م

يفسر وقوع أزمة 1929م بطبيعة النظام الرأسمالي وما يعرفه من أزمات دورية، إلى جانب عوامل أخرى فبعد توقيع معاهدة لوكارنو سنة 1925م بين ألمانيا فرنسا وانجلترا وإيطاليا وبلجيكا، بدأت عجلة الإنتاج تدور من جديد بأوربا، فتراجع طلبها على الإنتاج الأمريكي، فاختلت العلاقة بين العرض والطلب بالولايات المتحدة الأمريكية، فانهارت أسعار بورصة وول سترتيت بنيويورك، التي وصلت إلى أدنى قيمتها يوم الخميس 24 أكتوبر 1929 (الخميس الأسود)، وتسبب إفلاس المضاربين في إفلاس الأبناك.

انتقلت أزمة 1929م من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أمريكا الجنوبية وأوربا ما بين 1930 و1931م بسبب ارتباطهما باقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد ذلك إلى افريقيا وآسيا بسبب تبعية المستعمرات.

تباينت أشكال مواجهة نتائج أزمة 1929م

نتائج أزمة 1929م

أدت أزمة 1929 إلى تأزم القطاعات الاقتصادية وتراجع الاستهلاك، تأزم المبادلات التجارية العالمية، مما أثر سلبا على الدول الليبرالية ودفعها إلى العودة إلى الحمائية، انعكست هذه الأوضاع على القطاع الاجتماعي، فارتفعت نسبة البطالة والفقر مع ضعف الأجور فتزايدت الإضرابات والاحتجاجات في صفوف العمال والفلاحين، سياسيا تأزمت الأنظمة الديموقراطية، مما سمح لأنظمة ديكتاتورية من الوصول إلى الحكم كالنازية بألمانيا بزعامة هتلر سنة 1933م وزادت من توسع وديكتاتورية الفاشية بإيطاليا بقيادة موسوليني الذي وصل إلى الحكم منذ سنة 1922م، وعودة التنافس الاستعماري من جديد.

أشكال مواجهة أزمة 1929م

أجبرت أزمة 1929م الدول الرأسمالية على التدخل في الاقتصاد للخروج من الأزمة، فرئيس الولايات المتحدة الأمريكية طبق ما عرف بـ "الخطة الجديدة" التي هدفت إلى انقاد الأبناك وخلق توازن فلاحي وإصلاح الصناعة والتجارة، وتحسين الأوضاع الاجتماعية بوضع حد أدنى للأجور والتأمين ضد البطالة، بينما ألمانيا تدخلت بشكل شامل في الاقتصاد وطبقت سياسة الاكتفاء الذاتي بتطوير الصناعة العسكرية مع الاهتمام بالأشغال العمومية الكبرى، في حين فرنسا اعتمدت مخططا للأشغال الكبرى وقد عملت الجبهة الشعبية بعد وصولها إلى الحكم سنة 1936م، على تطبيق إصلاحات اجتماعية لفائدة العمال.

خـاتـمـة

اجتهدت الدول الرأسمالية في مواجهة تداعيات أزمة 1929م، لكنها كانت سببا في عودة الصراعات الاستعمارية واندلاع الحرب العالمية الثانية سنة 1939م.


مفاهيم ومصطلحات

الحمائية: سياسية اقتصادية تقوم على رفع قيمة الرسوم الجمركية على المواد المستوردة أو تحديد كمياتها بهدف حماية السوق الداخلي من المنافسة الخارجية وتشجيع استهلاك الإنتاج المحلي.

أزمة اقتصادية: انهيار للأنشطة الاقتصادية بعد فترة ازدهار بفعل الاختلال بين العرض والطلب.

مضاربات: بيع وشراء للأسهم عن طريق القروض، مما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الأسهم لأعلى من قيمتها الحقيقية.

أنظمة ديكتارتورية: أنظمة شمولية ظهرت ببعض الدول الأوربية فيما بين الحربين العالميتين خاصة ألمانيا (1993) وإيطاليا (1922).

الخطة الجديدة: خطة اعتمدها الرئيس الأمريكي روزفلت لتجاوز أزمة 1929م.

تعليقات