الضغط الاستعماري على المغرب

مــقــدمـــة

تعرض المغرب، لضغوط استعمارية، انتهت بخضوعه للحماية سنة 1912م. رغم محاولات الإصلاح.

فما مظاهر هذه الضغوط؟ وما مجالات الإصلاح؟ وما أسباب فشل الإصلاحات وفرض الحماية؟


اتخذت الضغوط الاستعمارية على المغرب عدة أشكال

الضغوط العسكرية

انهزم المغرب أمام فرنسا في معركة إيسلي 1844م، وأجبر على توقيع معاهدة لالة مغنية 1945م. بعدها انهزم في حرب تطوان أمام اسبانيا 1859م، فوقع معاهدة الصلح 1860م.

الضغوط الدبلوماسية

تتمثل في معاهدة لالة مغنية التي جعلت واد تافنا جدا فاصلا بين المغرب والجزائر شمالا، وتركت الحدود بينهما جنوبا، لتسهيل توغلها في المغرب، ومعاهدة الصلح 1860م، التي غرمته مبلغ عشرين مليون ريال، أدى نصفها واستوفت اسبانيا النصف الآخر من مداخيل المراسي، ثم مؤتمر مدريد 1880م الذي كرس الحماية القنصلية في المغرب.

الضغوط الاقتصادية

حصلت بريطانيا بموجب معاهدتها مع المغرب 1856م واسبانيا بعد اتفاقيتها مع المغرب 1861 على مجموعة من الامتيازات، أهمها حرية التجارة والتنقل والتملك واستغلال الشواطئ والمواد الأولية المغربية. في حين أكدت المعاهدة المغربية الفرنسية 1863 المعروفة ب "تسوية بيكلار"، على الامتيازات السابقة الممنوحة للدول الأوربية، ونصت على الحماية القنصلية.

أدت مجموعة من العوامل إلى فشل الاصلاحات

اتخذت الإصلاحات عدة مظاهر

عسكريا: إرسال بعثات طلابية للتكوين العسكري، وشراء الأسلحة وبناء مصانع بفاس ومراكش. وإداريا تم إحداث العديد من الوزارات كما تم تطوير قطاع التعليم. أما اقتصاديا، فتم إدخال زراعات صناعية، واعتماد الفحم كمصدر للطاقة مع تطوير البنيات التحتية والأسواق لتنشيط التجارة. وفرض مجموعة من الضرائب، مع ضرب النقود بباريس وتحديد سعر صرفها.

أسباب فشل الاصلاحات

عوامل داخلية تتمثل في معارضة العلماء والفقهاء والتجار لأنها تهدد مصالحهم، كما عارضها سكان البوادي لكونها هددت فلاحتهم وحرفهم، أما خارجيا فعرقلت الدول الأوربية الإصلاحات عن طريق تشجيع الحماية القنصلية وإثقال كاهل المغرب بالديون ومده بأسلحة فاسدة.

مر فرض الحماية على المغرب بمجموعة من المراحل

شجع تأزم الأوضاع الداخلية للمغرب التنافس الاستعماري عليه

عانى المغرب مع مطلع القرن 20م من أزمة سياسية داخلية، واندلاع العديد من الثورات، خاصة ثورة بوحمارة، فضعفت مداخيل الخزينة، وفي سنة 1906 عقد مؤتمر الجزيرة الخضراء الذي دول القضية المغربية وتمخضت عنه قرارات تمس بسيادة المغرب.

التدخل العسكري الفرنسي في المغرب وفرض الحماية

احتلت فرنسا منطقة الشاوية والمنطقة الشرقية وسايس مابين 1907م 1911م، واسبانيا سيدي افني سنة 1900م. وفي سنة 1912م وقعت معاهدة الحماية الفرنسية الاسبانية على المغرب ليفقد المغرب سيادته ويبدأ الاحتلال التدريجي للبلاد.

خــاتــمــة

تنافس الدول الأوربية على استعمار المغرب، شكل أحد أسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى.

مفاهيم ومصطلحات:

وقعة إسلي أو معركة إسلي: التي دارت بين الجيش المغربي والجيش الفرنسي بالقرب من وجدة سنة 1844م تلقى فيها الجيش المغربي هزيمة نكراء كشفت عنه حجاب هيبة معركة واد المخازن.

اتفاقية للامغنية: فرضتها فرنسا على المغرب بعد معركة إيسلي سنة 1845م نصت على تحديد الحدود المغربية الجزائرية في المنطقة الشمالية بواد تافنا بينما تركت الحدود الجنوبية مفتوحة باعتبارها أرض فلاة (خلاء).

نظام الحماية: شكل استعماري يقوم على الازدواجية الإدارية بين إدارة استعمارية ذات سلطة فعلية، وإدارة وطنية ذات سلطة صورية.

تعليقات